المركز الأكاديمي | |
للمؤتمرات والنشر العلمي |
عنوان المقالة: الوقاية من المخدرات في المدارس
تعد المدرسة إحدى أهم
المؤسسات التربوية التي يعتمد عليها المجتمع في التوعية بالمخاطر والأضرار التي يمكن
أن تلحق بالأفراد من جراء الوقوع في مزالق الجريمة بصفة عامةً والمخدرات على وجه الخصوص،
ولذلك أولت معظم المجتمعات المدارس أهمية كبيرة فيما يتعلق بقدرتها على الوقاية من
تلك المخاطر.
وإذا كانت مسؤولية التصدي
لمشكلة تعاطي المخدرات أمر يقع على كاهل جميع أنظمة المجتمع بلا استثناء، فإن النظام
التربوي وفي مقدمته المدرسة، تأتي على رأس هذه الأنظمة فيما يتعلق بضرورة قيامها بدور
أكثر فاعلية في مواجهة مشكلة المخدرات، بصفتها إحدى المؤسسات التربوية التي تستطيع
أن تتخذ من الإجراءات وتعد من البرامج ما يعينها على وقاية الأبناء من الوقوع في مخاطر
التعاطي والإدمان على المخدرات.
ونظراً لما تقوم به المدرسة
من أدوار تنفيذية تتعامل بها مع الممارسات التربوية والتعليمات الرسمية يومياً، وفي
ضوء النظرة الحديثة للمدرسة بأنها مؤسسة إنتاجية تعد المواطن الصالح وتزوده بالثقافة
والمعارف والخبرات والقيم والاتجاهات التي تتلاءم مع درجة نموه، فقد تم التركيز على
أهمية المدرسة في قدرتها على القيام بالدور الوقائي لمواجهة المخدرات وحماية الشباب
من مخاطرها، من خلال تركيزها على الجانب المعرفي أو الإدراكي الذي يشمل (المفاهيم،
والحقائق، والمبادئ) والجانب الوجداني الذي يشمل (الميول، والاتجاهات، والقيم) والجانب
المهاري أو النفس- حركي الذي يشمل (الثقة، والإقناع، والاستجابة).
ومن هذا المنطلق تصبح
المدرسة قادرةً على القيام بأدوار فاعلة في تحقيق التربية الوقائية لطلابها، من خلال
العناصر المدرسية المتمثلة في المعلم، والمناهج الدراسية، والأنشطة المدرسية، والإدارة
المدرسية، والمرشد الطلابي أيضاً. وسوف نتناول فيما يلي الأدوار التي يمكن أن تتم من
خلال هذه العناصر لتكون المدرسة قادرة على القيام بواجبها تجاه حماية طلابها من المخدرات.
1- ممارسة الرياضة التي
تساعد على بناء الشخصية، وتخلق لدى الطالب روح الثقة بالنفس والتحدي للمعوقات، وتقوي
الإرادة فيستطيع الإنسان أن يرفض الأمور الخاطئة.
2- الاهتمام بالأنشطة
الثقافية الخاصة بالإدمان مثل الرسوم المتحركة، ومجلات الحائط، وكلمات الصباح في الإذاعة
المدرسية، والتي تتناول موضوع الإدمان من جوانبه المختلفة في رسائل قصيرة سريعة، وكذلك
الأنشطة الفنية والاجتماعية والترفيهية مثل الرحلات والحفلات التي تستغل الطاقات في
أمور مفيدة، وتبرز قدراتهم وتميزهم وتُساعدهم على اكتشاف مواهبهم.
3- التوعية من خلال المناهج
المدرسية، وأيضًا عن طريق عقد الندوات الثقافية لتوعية الطلاب. وتبصيرهم بقوى الشرّ
التي تستهدف تحطيم الشباب، وتحصينهم بالمعلومات الصحيحة على طريقة «أعرف عدوّك» مع
الالتزام بالمصداقية والبعد عن التهويل أو التهوين، فمثلًا على مستوي الأطفال لا يقال
لهم أنَّ من يتناول مخدرًا يموت على الفور، لأنه يرى في الأفلام التي يعرضها التلفاز
من يتناولون المخدرات ويعيشون، وأيضًا عقد حلقات حوار مع الآباء لتبصيرهم بالمشاكل
التي تقابل أبناءهم.
4- تنظيم حلقات دراسية
للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمعلمين عن كيفية اكتشاف الحالات المبكرة وتوجيهها
للعلاج.
5- تكوين مجموعات مدرسية
لمكافحة الإدمان، وتتلقى هذه المجموعات التدريبات المناسبة لاكتشاف الحالات المبكرة،
ويمكن أن تشمل بعض الطلبة الذين سقطوا في براثن الإدمان وتم علاجهم وشفائهم، فالطلبة
لهم إمكانية إختراق صفوف زملائهم ومعرفة أحوالهم، وإقناعهم في بدء رحلة العلاج، ولا
سيما أن الطلبة المعافين من الإدمان يشكلون المثال العملي الناجح أمام الآخرين.
6- الاهتمام بحالات الهروب
والتغيب عن المدرسة، والاستفسار عن الأسباب التي أدت إلى ذلك وإخطار أولياء الأمور
حتي تكون لهم المشاركة الفعَّالة في ملاحظة أبنائهم.
7- الاهتمام بحالات التأخر
الدراسي التي قد تقود إلي الإحباط والسقوط في الإدمان، والتعاون مع الأسرة من أجل حل
المشاكل التي تقابل مثل هذه الحالات.
8- مراقبة بوابات المدارس والنواصي القريبة، حيث يقوم بعض الصبية وأحيانًا بعض الطلبة بتوزيع المخدرات عليهم.
كاتب المقال
أ.م. د. هاني جرجس
عياد
أستاذ علم الاجتماع
المساعد